إِسْقِني الْخَمْرَ مِن شَفَتَيْكِ
علَّهُ يُتَعْتِعُني مِن خَمْرِكِ السُّكْرُ
وَدَعِيني أُسافِر في مُقْلَتَيْكِ
وادْعِي لِرَبِّكِ أَنْ يَطولَ بِيَ السَّفَرُ
أُتْرَكيني أَذوبُ في خَدَّيْكِ
ويُضِيعُني في ظَلْماتِهِ الشِّعْرُ
ضُمِّيني وَشُدّيني إِلَيْكِ
حَتّى يَحْرُقُني مِن صَدْرِكِ جَمْرُ
أنسِجيني وِشاحاً عَلى كَتِفَيْكِ
إنثِريني فَوْقَكِ كما يُنْثَرُ الزَّهْرُ
خَلِّفيني طائِراً بَيْن يَدَيْكِ
ناسِياً ما كَتَبَهُ لِيَ القَدَرُ
قَيِّديني بِغِلالٍ مِنْ صُنْعِ جَفْنَيْكِ
وَلا تَدَعِي يَوْماً هَذا الْقَيدَ يَنْكَسِرُ
خَبِّئيني فَأَنا مُلْتَجِئٌ إِلَيْكِ
هاربٌ مِن عَالمٍ مِلْؤهُ الْغَدْرُ
قَبِّليني!
إِسْقيني الْخَمْرَ مِن شَفَتَيْكِ
كَي يُسْكِرَ حُزْني ذَلِكَ الْخَمْرُ
* * * * * * * *
أَسْمِعِيني قِسْطاً مِن تَرانِيمِ قَلْبِكِ
عَلَّها تُحْيِيني،
فَالْقَلْبُ يُحْتَضَرُ
واكْتُبيني قَصائدَ فَوْقَ دَفتَرِ شِعْرِكِ
واتْرُكي الْأَوْراقَ
كَيْ يُداعِبَها الْمَطَرُ
واغْمُريني
أَميرَتي
صَغيرَتي
بِحُبِّكِ
أَحْتاجُهُ كالنَّدى يَحْتاجُهُ الزَّهْرُ
أُتْرُكيني أَنْهَلُ مِن نَبْعِ أُنوثَتِكِ
فَوْقَ جَسَدٍ مِلؤُهُ الحَياءُ والْخَفَرُ
أَرْشِديني إِلى أَبْوابِ جَنَّتِكِ
عَلَّني فيها عَن يَأْسي أَسْتَتِرُ
أُنقُليني فَوْقَ بِساطِ سِحْرِكِ
إِلى حَيْثُ لا يُعرَفُ لَنا أَثَرُ
عانِقيني!
أُحرُقِيني بِنارِ بُرْكانِكِ
واتْرُكيني داخِل البُرْكانِ أَنْصَهِرُ
واجْعَليني أَبْني مَمْلَكَتي بِقُرْبِكِ
مَمْلَكتي رَفَضَها الناسُ والدهرُ
* * * * * * * *
إِتْبَعيني لأَنْزَعَ الْحُزْنَ مِن عَيْنَيْكِ
هَيّا! إِلى حَيْثُ دَعَانا الْقَمَرُ
إِسْرِقيني إِنّي أَتَوَسَّلُ إلَيْكِ
مِنْ عالَمٍ ناسُهُ قَلْبُها حَجَرُ
وَاحْمِلِيني فَوْقَ غَمْراتِ يَدَيْكِ
إِلى حَيْثُ لا ناسٌ ولا بَشَرُ